محمد عبد الهادي النجار

بصفتي عربي اللسان، فقد درجتُ على القراءة والبحث باللغة العربية، وتلقيت تعليمي الأساسي بها، في مصر بلدي التي غادرتها إلى ماليزيا منذ ربع قرن. لم يكن اهتمامي باللغة العربية اهتمامًا تقليديًّا، فقد تعمق في نفسي البيان القرآني منذ الطفولة، وكنت أتعامل مع اللغة العربية بشكلٍ أقرب إلى الحلول الهندسية، بيد أن اللغة العربية تتمتع بسحر البيان، الذي يكاد يطغى على أي ميزة أخرى بها. وقد بدأت كتابة بعض أبيات في الشعر منذ سن الخامسة عشر، وغادرت الكلية التي كنت أدرس فيها عامًا كاملًا غلى كلية الآداب قسم اللغة العربية، لأنعم بمكتبتها وقاعاتها التين كانتا تزخران بكتبٍ تراثية ممتعة.
تخصصتُ في دراسة الاقتصاد، وتخرجتُ عام 1991 لأستكمل تمهيدي الماجستير في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1993، ثم ما لبثتُ أن غادرت مصر في مايو عام 1995 إلى ماليزيا. وقد استغرق الأمر مني 11 عشر عامًا قبل أن أعثر على ضالتي التي تشبع في نفسي ملكة الكتابة، وعملتُ محررًا في الصحيفة العربية الوحيدة “أهلا برس” عام 2006 حتى تركتها من موقع رئيس التحرير عام 2009 لألتحق بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في بانكوك لمدة عامين محللًا اقتصاديا وسياسيا بالإضافة إلى مهام ترجمة من اللغة العربية إلى الانجليزية وبالعكس.
عدتُ إلى مصر وقد استهواني الربيع العربي والجو الزاخر بالحراك السياسي، ولكنني صدمتُ بنتائجه وقررتُ العودة إلى ماليزيا مرة أخرى بعد ثلاث سنوات من فراقها، وكان ذلك عام 2014. وواصلت حياتي في ماليزيا، واقتصرت مساهماتي على مشاركات متعددة في بعض المنتديات الأدبية مثل منتديات واتا الحضارية وملتقى الأدباء والمثقفين العرب، وغيرها، إلى أن انتقلت الى سنغافورة لأعمل محللا اقتصاديا وسياسيا مرة أخرى ولكن مع سفارة دولة الكويت هناك. واستمر بي الحال أربع سنوات إلى أن غادرتها بسبب مخاطر انتقال فيروس كوفيد19 عام 2020.
اليوم أنا أعيش ي ماليزيا، وأعبر عما يجيش بداخلي من خلال الوسائط الإجتماعية أو ما تسمى بـ “وسائل التواصل الاجتماعي”، وأعد مواد بحثيىة لقناتي الخاصة على موقع اليوتيوب، والتي تهتم بالأبحاث المتعلقة بتاريخ الأمم وتاريخ العرب واللغة العربية بصفة خاصة، وترتكز بشكلٍ أساسي على التوثيق القرآني للأحداث الهامة، وتعلي النص القرآني بشكلٍ مطلقٍ على ما سواه، طبعًا بعد الأخذ في الاعتبار علوم تفسير القرآن وعلوم الحديث منعًا للتجديف.
اتميز ولله الحمد بمستو أعتبره رفيعًا في اللغة العربية، وقاموسي الخاص متسع ويواصل التوسع في مجالات شتى، وقد عنيت بتعلم الكثير خلال مشوار حياتي مما يفيدني في رفع مستواي اللغوي باستمرار.
وفي الحقيقة فإن ما شجعني على التقدم لعضوية المنتدى، هو تغطيتي السابقة لأحد المؤتمرات التي تمت تحت رعاية الأستاذ الفاضل عبدالرحمن شيك، والذي التقيت به في مكتبه عام 2006 بعد أن أعرب عن إعجابه بمقالتي الخاصة بتحليل الموازنة الماليزية آنها. كما أن لدي ما أود نشره من تحقيقات وأبحاث تتعلق بتاريخ العربية والعرب، في ضوء الوحي ونبراس النبوة.